المنطقة الغربية
إيهاب الرفاعي:
مليون حبة من جميع أنواع الرطب المنتشرة في الإمارات، يسعى القائمون على مهرجان مزاينة الرطب الرابع في ''ليوا'' أن يضمها أكبر طبق تم إنشاؤه خصيصاً لإدراجه ضمن موسوعة جينيس للأرقام القياسية، ليكون أول طبق رطب يسجل في الموسوعة باسم الدولة.
ويبلغ طول الطبق 10 أمتار في عرض مترين وبارتفاع 7 سم، وجاري تجهيزه ليستوعب 300 كج تقريباً من الرطب ويتم عرضه على اللجنة الموفدة من الشركة المسؤولة عن موسوعة جينيس للأرقام القياسية التي تصل قريباً الى الدولة برئاسة البريطاني روب مولاي.
وأوضح محمد كلفوت القبيسي صاحب فكرة تسجيل أول طبق للرطب ضمن موسوعة جينيس العالمية، أن الطبق يزن ما يعادل 500 كج وهو فارغ، وقد شارك أكثر من 20 شخصاً من أصحاب البنية القوية في حمل الطبق لرفعة أثناء تصنيعه الذي استغرق أكثر من أسبوع.
وموسوعة جينيس للأرقام القياسية هي عبارة عن كتاب مرجعي يصدر سنوياً، يحتوي على جميع الأرقام القياسية العالمية المعروفة والتي تم تسجيلها بعد التأكد من دقتها وصحتها من قبل متخصصين في تلك المجالات.
وتمكنت الموسوعة من إدراج نفسها ضمن صفحاتها بعد أن حققت رقماً قياساً في الكتب الأكثر مبيعاً على الإطلاق، منذ إصدار أول نسخة في 1955 بواسطة شركة جينيس. وتعتبر هذه الموسوعة من أدق المراجع التي يتم الرجوع إليها في معرفة الأرقام القياسية.
وحسب القبيسي، فإن الفكرة بدأت محلية قبل أكثر من 5 أشهر من بدء المهرجان عندما قرر أن يتضمن المهرجان فكرة جديدة ترفع اسم ''ليوا'' للعالمية، واهتدى تفكيره إلى أول طبق رطب يتم تسجيله في موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
وعندما تبلورت الفكرة في رأسه قام بعرضها على راكان مكتوم القبيسي رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان ''ليوا'' الرابع للرطب الذي أعجب بالفكرة وتحمس لها، وبالفعل بدأت المخاطبات مع الشركة المسؤولة عن موسوعة جينيس في لندن لتسجيل أول طبق للرطب يتم تصنيعه من الحديد ويضم جميع أنواع الرطب.
إلا أن رد الشركة على تلك المخاطبات كان مخيباً للآمال عندما رفضت الشركة فكرة تسجيل طبق من الحديد يحتوي على الرطب، وطالبت أن يكون الطبق من الكريستال أو الطين أو البولي سيلين وذلك لعدم إلمام القائمين على ذلك الكتاب بطبيعة المنطقة والعادات والتقاليد.
ورغم رفض الشركة للفكرة إلا أن المحاولات لم تنته خاصة بعد أن نشرت بعض الصحف الإنجليزية تقارير عن عادات وتقاليد المنطقة، وأشارت إلى فكرة ذلك الطبق الذي سيكون أول طبق يتم تسجيله في موسوعة جينيس، ما ساهم في جلاء الصورة أمام الشركة عن طبيعة عادات وتقاليد المنطقة، وان طبق الحديد مستمد من تراث المنطقة الغربية حيث يقوم الأهالي بتقديم الوجبات في ذلك الطبق كونه يضم أكبر حجم من الذبائح واللحوم، ويعبر عن الحفاوة والترحيب والكرم بالضيف.
وبناء عليه عاود المسؤولون بالشركة الاتصال باللجنة المنظمة وأبدوا ترحيباً بزيارة المنطقة والاطلاع على ذلك الطبق تمهيداً لتسجيله في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، ويكون بذلك أول طبق رطب يتم تسجيله عالمياً باسم الإمارات.
وأوضح راكان مكتوم القبيسي رئيس اللجنة المنظمة العليا للمهرجان أن الطبق تم تصنيعه محلياً 100% سواء من ناحية المواد الخام أو الأيدي العاملة التي صنعته من الحديد الخالص من دون أية مواد أخرى، وشارك فيه أكثر من 5 أشخاص من الصناع المهرة من حدادين ولحامين في تجهيزه على شكل مستطيل وهو نفس الشكل الذي تعود أهالي المنطقة على تقديم الوجبات الدسمة فيه.
وحول الرطب التي سيتم ملء الطبق بها أكد محمد خليفة أنه يسعى لأن يحتوي الطبق على مليون حبة من جميع أنواع الرطب، وستكون على ثلاث طبقات، مشيراً الى أن وزن الرطب التي سيحتويها قد يتجاوز أكثر من 300 كج غير مكتملة النضج، حتى يكون هناك متسع من الوقت لعرضها أطول فترة ممكنة على الجمهور بعد معاينة اللجنة الموفدة.
وسيتم عرض الطبق في نهاية الشهر الجاري على اللجنة وبعدها على الجمهور في منطقة نادي التراث المقامة على هامش فعاليات مهرجان مزاينة الرطب الرابع في ''ليوا''، ويستمر عرضه حتى نهاية المهرجان في الثاني من شهر أغسطس المقبل.
من جانبه أكد راكان القبيسي أن مهرجان ليوا منذ نشأته قبل اربع سنوات وهو يقدم فكرة جديدة وفعاليات أكثر وأن العام القادم ستكون أيضاً هناك فكرة جديدة تضفي نوعاً من العالمية على المهرجان ليكون المهرجان من أكثر المهرجانات شهرة ليس على المستويين المحلي والخليجي فقط بل على المستوى العالمي أيضاً وان الانضمام لموسوعة جينيس للأرقام القياسية هي البداية وليست النهاية.
وتلك الموسوعة هي فرع من مؤسسة ''هيت'' الترفيهيّة الرائدة في مجال إنتاج البرامج العائلية العالية الجودة وتوزيعها عبر العالم والتي أنشئت عام 1989 وأصبحت من أسرع الشركات صاحبة حقوق الملكيّة الفكريّة نمواً في العالم.
وقد كشفت الإحصائيات أن موسوعة جينيس للأرقام القياسية التي نشرت عام 2006 تضمنت أكثر من 64 ألف رقم قياسي في شتى المجالات والفعاليات وقد تجاوز عدد النسخ التي بيعت من تلك الموسوعة أكثر من 100 مليون نسخة حول العالم حتى الآن